.. في الوادي الأخضر ..

.. في الوادي الأخضر ..

فلتكفكف الدمع أيها القلب الحنون ..
وتلملم شتات حلمك ..
وبقاياه من قلب الظنون ..

فلترتوى منذ اليوم من ينابيع الغد ..
فالذى لم يولد بعد .. ليس له أن يجرح أو يخون ..

لقد آن الأوان .. ليرتوى هذا القلب الظمآن ..
لقد آن الأوان .. لتبنى السدود ، أمام نهر الأحزان ..

لتتنهد الدمعات بارتياح غامر .. وتصمت الآهات أخيرا ً ..
صمت من قضى عمره فى الترحال .. ويتوق للراحة ..

لتمسح دماء الأمس الشهيد .. التى تناثرت على جدار الذكريات ..
وتكتب عليه كلمة الغد .. بحروف ، هى مزيج من الخوف و الأمل ..

لكن .. لا ..
لا خوف بعد الآن ..

لا تحاول تسلق هذا الجبل شديد الانحدار .. بل در حوله ..
واذا قال لك اليأس أن الطريق طويل .. تتناثر عليه قطع الجمر .. فلا تنشغل بأمره ..

لتلون لوحات العمر التى تسيدها سوادها .. وتقتلع الزهور الذابلة ، وتقطف أوراق الشجر الصفراء ..

لتمرح فى الوادى الأخضر .. وتسترخى على أرضه ، بينما تحلق أحلامك فى أبعد سماء ..

انصت .. هل تسمع هذا ؟..

ها هى الطيور تشدو وتغرد .. والأغصان تتمايل طربا ً .. والفراشات الملونة تداعب الزهور ..

وكأن النجوم غادرت زمنها و موطنها الأصلى ، وأخذت تتلألأ حولك بكل مكان ..

كقطع من الماس تتحدى الجاذبية الأرضية ، ينعكس عنها بريق شمس الحياة ..

فى الوادى الأخضر ..
عالم من الأحلام .. تتلاشى فيه كل الأوهام ..

فى الوادى الأخضر ..
عالم ينبض بالسحر والخيال .. ليس به للحزن أى مجال ..

هيا .. لتكن أنت ، أول من يتنزه فى هذه الحقول ..
ويتنسم فى هيام ، عبيرها البتول ..

لتتعلم من هذا النخيل .. الاباء والشموخ ..
لتأخذ من هذه الأشجار العتيقة .. حكمة الشيوخ ..
ومن هذه الجبال العملاقة .. تعرف على الثبات والرسوخ ..

لتحاول ان تنسى ..
كلا ..
لتنسى ..

انبهارك القديم ..
بمعانى الجرح الأليم ..

فى الوادى الأخضر .....